ایکنا

IQNA

قارئ لبناني في حديث لـ"إکنا":

قارئ القرآن يتفاعل مع كلّ حرف من حروفه تفكراً واتعاظاً

15:55 - May 09, 2023
رمز الخبر: 3491075
بيروت ـ إكنا: صرّح القارئ اللبناني البارز "أحمد محمد شكر" أن قارئ القرآن يتفاعل مع كلّ حرف من حروفه تفكراً واتعاظاً، وفي كل آية منه باعتباره عسلاً شافياً، وأن فيه من كل شيء سبباً، وطريقَاً إلى الحقّ، ومنه تتفتّح أبواب العلم في شتّى المجالات.

قارئ القرآن يتفاعل مع كلّ حرف من حروفه تفكراً واتعاظاًوأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني البارز "أحمد محمد شكر".

وبدأ السيد "أحمد محمد شكر" بالتعريف عن نفسه قائلاً: "أنا من بلدة "النّبي شيث (ع)" بمحافظة "البقاع" اللبنانية، ولدت وترعرعت في بلدة "الخضر" البقاعية ضمن بيئة متدينة، وتابعت دراستي في مدرسة البلدة ثم في ثانوية بعلبك".

وأضاف: "انطلقتُ مع القرآن الكريم عام 2002 للميلاد، من خلال متابعة دورات ابتدائية في أحكام التجويد والصّوت والنّغم في بلدتي "النّبي شيث"، بعدها خضعت  للعديد من الدورات في مركز جمعية القرآن للتوجيه والارشاد في بعلبك، إضافةً الى دورات عبر الانترنت (من بُعد)، وأتابع حالياً دورة إتقان التلاوة تمهيداً لنيل إجازة في أحكام التجويد تحت إشراف الأستاذ الحاج عادل خليل".    

وفي معرض ردّه على سؤال حول القيم القرآنية وإنعكاسها على شخصية القارئ؟ أجاب السيد "أحمد محمد شكر": "قارئ الكتاب الذي لا ريب فيه، يتلوه حقّ تلاوته، بخشوع وتأمّل، يتفاعل مع كلّ حرف من حروفه تفكراً واتعاظاً، وفي كل آية منه باعتبارها عسلاً شافياً، وأن فيه من كل شيء سبباً وطريقاً إلى الحقّ، ومنه تتفتّح أبواب العلم في شتّى المجالات، كما تزهر فيه حدائق القيم بأشجارها الوارفة".

وتابع السيد "أحمد "لابدّ لقارئ القرآن أن  وأنبتت من كلّ زوج بهيج، ومن هنا نجد أنّ القارئ الحقيقي لابدّ أن يتأثّر، ويظهر الأثر جلياً في سلوكه ومعاملاته، وقد ارتسمت ملامح شخصيّته وارتقت أعلى الدّرجات للوصول إلى رضا الله عز وجل والطّمأنينة، ومن ابتعد عن كتاب الله ضلّ ومن تبِع آياتِه فقد اهتدى".

في السؤال عن كيف يكون القارئ رسولاً للقرآن أي المبلغ؟ قال السيد "أحمد شكر": "القرآن الكريم جامعة المعارف والقيم، ومن يتتلمذ عليه يصبح رسولاً يعلّم النّاس ممّا علمه الله، ويهديهم الى صراط قويم. يدعو النّاس الى عالم النّور، ويساعدهم في الخروج من ظلمات النّفس التي تقودهم الى الهلاك. وذلك لأنّ الإنسان المؤمن يتحمل مسؤولية التّكليف والتّبليغ من أجل هداية المجتمع وتحسين ظروفه".

وعندما سئل السيد أحمد شكر عن   قصة واقعية حصلت (مشكلة وما شابه) معه وتم حلها من خلال آية قرآنية؟ قال "بسمِ اللّهِ الرّحمٰن الرّحيم، يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا أن تُصيبوا قومّا بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
قارئ القرآن يتفاعل مع كلّ حرف من حروفه تفكراً واتعاظاً
وأشار الى أن هذه الآية الكريمة قد كانت سبباً في حل مشكلة حصلت بين شخصين وأنا على دراية بها، نتيجة نقل كلام غير صحيح فكان لهذه الآية دور بارز في تبيان الحقيقة وإصلاح الأمر.

كما قال إن هناك آية قرآنية "وامرأته حمالة الحطب" والحطب هنا بمعنى كلام الفتنة وتأجيج الضغينة، "أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"،  من اغتاب أخاه لكأنّما أكل لحم أخيه، كما جاء في الآية الأولى من سورة "الهمزة" المباركة"وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ".

وصرّح القارئ اللبناني أن كل تلك الآيات البيّنات نزلت لتقويم سلوكنا وتحذيرنا من خطر الغيبة والفتنة التي تدمّر المجتمع وتدكّ أساساته وبذلك نعالج أنفسنا من خطورة الدّاء الذي يبدأ من اللسان فيصبح لهباً يأكل الأخضر واليابس.

وعندما سئل السيد "أحمد شكر"عن كيفية ترسيخ الأنغام القرآنية لتحلّ مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ أجاب أن الموسيقى وزغردات الطيور وحفيف الأوراق أصوات أبدعها الخالق جلّ وعلا لكي ترتقي بأحاسيسنا نحو جماليات الوجود وجواهر الحقائق وقد نزل الكتاب ليكون مرتلاً ترتيلاً يتناغم فيه الكلام بما يتناسب مع المعاني الواردة فيه، فيُغني النّفس ويبعث فيها النّقاء.بينما نجد بعض الشباب يلهثون خلف الموسيقى الصاخبة  التي تتلاءم مع الفسق والفجور وتودي بأصحابها نحو الإنحلال الأخلاقي والسّلوكيات المقيتة، وهذا ما يسيء الى البناء الاجتماعي ويبشّر بانحطاطه، ومن هنا كان الأجدر بنا أن نرهف أسماعنا بتجويد الآيات والتواشيح المُتقنة الأداء فنقطف من أوقاتنا شهد الكلام وعذب الألحان.

وفي السؤال عن تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية من خلال كتابة النص والصياغة والقراءة والفصاحة من خلال القرآن الكريم؟ قال السيد "أحمد شكر" لا شك أن القرآن هو سماء الكتب كما وصفه  المفكر"روجيه غارودي" فهو كلام الباري عز وجل، الذي ليس فوقه كلام، من النواحي الفكريّة والبلاغيّة والضبط اللّغوي التّام، وهو الكتاب الوحيد الذي يعتبر مرجعاً نميّز به الخبيث من الطّيب والبليغ من الركيك. فهو اللسان العربي المبين.

وأوضح أنه لابد للأديب أو الشاعر أن ينهل علومه من ذلك النبع النّقيّ حيث تتجلى التعابير بأبهى حللها وتتجسّد الأفكار في قوالب محكمة لا يشوب جمالها شيء.. ولن يجد المرء باباً لإتقان صنعة الأدب إلّا من خلال القرآن الكريم، لما فيه من سحر وبيان، وكان لي ما اريد، لِما آلت إليه قدراتي من تطوير ذاتي لناحية القراءة، وكتابة النّص، والبلاغة، والفصاحة وكافّة قواعد اللغة العربية الأم.

فیما یلي المقطع الصوتي الكامل لحوار القارئ اللبناني "أحمد محمد شكر" مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية

أخبار ذات صلة
captcha