ایکنا

IQNA

عالم دين لبناني لـ"إکنا":

التكليف الشرعي يقضي بمجاهدة أهل الكفر حيثما وجدوا في الأرض

0:47 - April 17, 2024
رمز الخبر: 3495322
بيروت ـ إكنا: صرّح عالم الدين اللبناني "الشیخ مصطفى يزبك" أن التكليف الشرعي يقضي بمجاهدة أهل الكفر والطغيان حيثما وجدوا في الأرض حتّى يفيئوا إلى أمر الله، حيث يقول الله تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ﴾.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع مسؤول مركز الإرشاد الأسري وأستاذ في الحوزة العلميّة في لبنان سماحة الشّيخ "مصطفى يزبك"  حيث تحدث فيه عن المبادئ القرآنية لعملية "الوعد الصادق" والآيات القرآنية التي تؤكد على الدفاع عن الأرض أمام تهديدات العدو.
 
1 ـ نصرة المؤمنين والدّفاع عنهم: قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا".

من الوعود والسّنن الإلهية هي نصر المؤمنين والدّفاع عنهم، وحمايتهم بمثابة حق يلتزم به سبحانه: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".

والنّصرة الإلهية لا تعني دائماً النصر الفوري وإنّما تشتمل على الدّفاع طويل الأمدّ، وتحقق الوعد الإلهي بالدّفاع عن المؤمنين أمرٌ حتمي.

2 ـ الإذن بالجهاد والقتال: قال الله تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".
 
والمظلومون مسموحٌ لهم أن يجاهدوا بوجه أعداء الدّين والإنسانية وبعد الجهاد والتّحرك تتنزّل النّصرة كما قال الله تعالى في القرآن الكريم "وإنّ الله على نصرهم لقديرٌ". "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

3 ـ  التعبئة والإستعداد: الله سبحانه وتعالى أمر بالإستعداد على المستوى الرّوحي والعسكري لمواجهة أعداء الدّين الذين يشكلون خطراً على الإسلام ويتربصون بالمسلمين شراً فقال سبحانه في كتابه: "وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم". في هذه الآية دعوة استنفار للمسلمين ليتعبّأوا في مواجهة الأعداء من خلال الإستعداد وتحضير أنّفسهم والإمكانات والوسائل.

أن يتعبأوا للقتال على صعيد التّجهيزات والعتاد والعدّة وأن يكونوا على أهبّة الإستعداد لمواجهة العدو والهدف من ذلك هو صيانة الدّين والوطن والمقدسات والأعراض والمسلمين.

4 ـ ردّ العدوان قاعدة الهية:  قال الله تعالى: ﴿وَٱلْحُرُمَٰاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ﴾ (سورة البقرة، الآية ١٩٤) وهذه الآية ترسم حدود التقابل بتماثل الفعل وردّ الفعل على قدر المستوى والحجم، إلا أن حقيقة المسألة متّصلة أيضًا بقاعدة إلهية تميّز الطيب من الخبيث والمؤمن من الكافر والظالم من المظلوم والمعتدي من المعتدى عليه، وهي التقوى (واتقوا الله)؛ وهذه دعوة صريحة من الله تعالى إلى عدم تجاوز حدود الفعل إلى ما يفوقه أو يتدنّى عنه، فرد الاعتداء يكون بالمثل ووفق الموازين الأخلاقية والمعايير الإنسانية، وضمن حسابات تبرز رقيّ الإسلام بأحكامه الحربية والسلمية على حد سواء، ليس فقط إزاء العدوّ أو الخصم المعتدي، بل إزاء أهل العدل والمظلومية، فلا إسراف في القتل والقتال بل المواجهة على قدر ما يقرّره التكليف الشرعي.

وفي هذا السّياق تندرج آيات كثيرة نذكر منها:  "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ"، "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدّين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلّا على الظّالمين"، و"قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين".
 
وهذه الضّربات المباركة من قبل دولة ولاية الفقيه على الكيان المؤقت أثلجت القلوب وشفت صدور المؤمنين ، ما قامت به الجمهورية الإسلامية هو من منطلق هذه الآيات القرآنية التّي أكدت على ضرورة مواجهة الأعداء والرّد بالمثل.

 5 ـ  المحاسبة والمعاقبة: في سياق المحاسبة والمعاقبة قال تعالى: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ" ومدار البحث هنا متعلّق بـ "العقاب"، وهذا المصلطح متعلّق عمومًا بمبدأ المحاسبة على فعل صادر يستوجب النهر والتأديب بالقول والفعل، فتارة يكون العقاب لفظيًا، وطورًا يكون تطبيقًا يتناسب مع العمل المُرتَكَب، وهذه المعاني ظهرت بشكل جلّي في مواقف قائد الثورة الاسلامية الايرانية حين أكد بفحوى خطاباته:  أنّ من يتصوّر أن ايران وحلفائها ، تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك فهو مشتبه ومخطئ تمامًا ويبني على حسابات خاطئة".

وقال أيضاً قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة الإمام الخامنئي ( دام ظله):  "سنجعل الصّهاينة يندمون على جريمة الإعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق ومثيلاتها بحول الله وقوته".

 وحقيقة مسألة المحاسبة والمعاقبة في هذه الآية متّصلة بالصبر، والذي يقرنه الله تعالى بالبشرى للمؤمنين "وأخرى تحبونها نصرٌ من الله وفتحٌ قريب وبشّر المؤمنين".

6 ـ  وإن عدتم عدنا: إن التكليف الشرعي يقضي بمجاهدة أهل الكفر والطغيان حيثما وجدوا في الأرض حتّى يفيئوا لأمر الله، حيث يقول تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ﴾ (سورة التوبة، الآية 12)، ويدعو إلى عدم الركون إلى الظلم دون خوف أو وجل، ﴿لَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ (سورة النساء، الآية 104)، وهذا ما ترجمته عملية الوعد الصادق فان ايران اليوم أشدّ يقينًا وأقوى عزمًا على مواجهة العدوّ في أيّ مستوى من مستويات المواجهة ، فإن الزمن الذي نتلقّى فيها الاعتداء دون ردّ قد ولّى، ونحن قادرون على أن نؤلم العدوّ في موقع الألم المؤثر الذي يجعله يخضع لنا ولإرادتنا، بصمود أهلنا وبسالة مقاومينا والتمسّك بسلاحنا الذي يهابه العدو، حيث يقول الله تعالى: "﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً﴾ (سورة النساء، الآية 102).

فالإحتمالات مفتوحة والمعركة مستمرة ومحور المقاومة مستمر في مساندة أهل غزة والدّفاع عنهم إنطلاقاً من التّعاليم الإسلامية والقرآنية، فالتّخاذل عن نصرة المسلمين والدّفاع عنهم خيانة يعاقب الله عليها فالجمهورية الإسلامية اليوم أثبتت أنّها الدّولة الإلهية والقرآنية التّي ترفض الخنوع والخضوع ولا تأبه بأي تهديد ولا عويل، وأثبتت أنها الدّولة الوحيدة التّي تحمل همّ المسلمين وشعار إزالة الكيان المؤقت من الوجود قال تعالى: "فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد".

ونحن ننضوي تحت راية الولي الفقيه نسلّم لقراراته ونطيعه ونستمر بجهادنا ومقاومتنا من أجل الإسلام والولاية والإنسانية، معركتنا لن تتوقف حتى يوقف العدو الصّهيوني عدوانه على المظلومين في غزة حتى لو اجتمع كلّ العالم ضدّنا، إنّنا منتصرون والأيام القادمة ستثبت ذلك سنة إلهية قرآنية ستتحقق إن شاء الله، وإذا تمادى العدو بإعتداءاته وحماقاته سيلقى الرّد المناسب وهذا يندرج تحت القاعدة القرآنية: "وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنّم للكافرين حصيراً ".
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha