ایکنا

IQNA

باحث لبناني في الدراسات القرآنية لـ"إکنا":

الاهتمام بالقرآن وتعاليم أهل البيت(ع) ضرورة لتأخذ الأمة بأسباب الرقي

10:10 - May 17, 2023
رمز الخبر: 3491122
بيروت ـ إکنا: صرح الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "سماحة الشيخ توفيق علوية" أنه لابدّ من الإهتمام بالثقلين أي القرآن المجيد وأهل البيت(عليهم السلام) معاً لتعيش الأمة الإنتاجية والعطاء والأخذ بكل أسباب الحضارة والرقي، مؤكداً على ضرورة الإهتمام بظاهر القرآن أي بتلاوت وإنشاء التجمعات القرآنية والسهرات القرآنية مع الإهتمام المركزي بجوهرية القرآن ومضامينه.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً   مع الکاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية وعالم الدين سماحة الشيخ "توفيق علوية".

وبدايةً بدأ سماحة الشيخ "توفيق حسن علوية" بالتعريف عن نفسه قائلاً: "أنا من بلدة "مارون الرأس" جنوب لبنان نشأت وترعرعت ضمن عائلة متدينة محبة للقرآن المجيد في بلدة معروفة في "جبل عامل" على الحدود اللبنانية الفلسطينية، كانت تلاوة القرآن الكريم من قبل والدي تبعث في نفسي الراحة والإطمئنان، وكانت والدتي تقرأ فوق رأسي قصار السور، وكانت تلاوة القرآن المجيد المنبعثة من مكبرات الصوت في الجامع للقرية تأخذ بمجامع قلبي، لاسيما عندما كنت استمع إلى سورة النجم وسورة مريم للقارئ الطرابلسي بتلاوته القديمة".

وأضاف أنه "بعد الانتقال إلى الضاحية الجنوبية لبيروت كان الإلتحاق في أوقات العطلة بدورات التلاوة والتجويد القرآني في مسجد الامام الحسين (عليه السلام) في منطقة "حي السلم" ، وقد كانت تشدني جداً مسألة زيارة المساجد المهجورة و زيارة القبور المهجورة وتلاوة القرآن فيهما، حتى أنني مرة ترددت إلى مسجد مهجور في إحدى القرى ووجدت والعياذ بالله كيف أن المصاحف قد علاها الغبار، وعندما طالعت كتاب "ثلاثة يشكون" (أي المسجد والمصحف والعالم) فهمت معنى خطورة هجر القرآن المجيد وهجر المساجد وعدم الإستفادة من العلماء. كنت في المرحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية أعشق حصة الدين وكان أحد أركانها حفظ السور القرآنية".

وتابع سماحة الشيخ "توفيق علوية" كلامه: "كنت مولعاً بفهم مفردات القرآن المجيد، وجعلها جزءاً من جلسات الأنس مع الأهل والأقارب بطريقة هل تعلمون؟ والسؤال والجواب على غرار المسابقات، وأذكر أنني كنت صغير السن  وفي أول مرة أختم فيها القرآن المجيد في شهر رمضان المبارك كنت أتلو القرآن على طريقة أهل التلاوة".

وأضاف: "قد  شاركت ضمن مسابقة حفظ خمسة أجزاء من القرآن المجيد، ونصحني أحد الأساتذة بحفظ كل السور والايات التي نحتاجها في الصلوات الواجبة والمستحبة وصلاة العيد وصلاة جعفر الطيار من قبيل سورتي "الجمعة والمنافقون" لصلاة الظهر يوم الجمعة وغيرها، كما عمد زميل لي في الدراسة الى إهدائي مصحفاً صغيراً للجيب للمواظبة على التلاوة، وبعد ذلك صار لدي خلاصة مفادها ان الأولوية في كل شيء هي للقرآن المجيد جنباً الى جنب مع العترة الطاهرة عليهم السلام، أي القرآن وأهل البيت (ع)".

وفي سؤاله عن تخصصه في العلوم القرآنية ومؤلفاته؟ وكم عددها وعناوينها؟ أجاب سماحة الشيخ "توفيق علوية": "بدأت باكورة العمل التأليفي في القرآن المجيد من خلال البعد الإجتماعي والعبادي، ففي البعد الإجتماعي قمت بتأليف كتابين هما "مائة نصيحة للزوج السعيد ومائة نصيحة للزوجة السعيدة" وقد قامت "دار الصفوة" للنشر بطباعتهما والترويج لهما، وبعد هذين الكتابين قمت بتأليف كتاب "يأجوج ومأجوج" أيضاً من اصدارات دار الصفوة، ثم بعدها لجأت الى الجانب الروحي فقمت بتاليف كتاب "كيف نتحصن بالقرآن ونتسلح بالدعاء" من إصدار دار "المحجة البيضاء"، بعدها بفترة قمت بتأليف كتاب "علموا نساءكم سورة النور" وهو كتاب يسلط الضوء على كافة موضوعات سورة النور ويشتمل على أمثلة من عشرين موضوعاً بطريقة بحثية معمقة، إضافة الى تفسير الآيات آية آية".

وأضاف الشيخ "توفيق علوية": "قمت بالمشاركة في عدة من البحوث التأليفية بصورة مشتركة مع عدد من النخبويين حول مواضيع  الإجهاض من المنظور القرآني، وتحديد النسل من المنظور القرآني، والزواج المختلط بين الاديان من المنظور القرآني، والتبني إنطلاقاً من آية زيد، والإنتحار من المنظور القرآني، كما لنا عدد من الكتب المطبوعة التي ستصدر تباعاً منها كتاب الأسر النموذجية في القرآن المجيد، والأصول الجمالية والجلالية في القرآن المجيد، والجرحى في القرآن المجيد وغيرها، وقد شاركنا في جملة من الحلقات التلفزيونية القرآنية من قبيل برنامج أنيس القلوب القائم على وجود ضيفين ضيف له تجربة مع التلاوة وضيف له تجربة مع التأليف في القرآن المجيد، كما وفقني الله المتعال لإعداد حلقات تحت عنوان "مدارس آيات" حول علاقة عاشوراء بالقرآن المجيد، وأيضاً كتابة عشرات المقالات القرآنية في دوريات ومجلات ورقية  ذات صلة بالتخصص القرآني، وحديثاً لنا عشرات المقالات على مواقع الانترنت".
الاهتمام بالقرآن وتعاليم أهل البيت(ع) ضرورة لتأخذ الأمة بأسباب الرقي
وفي معرض رده على سؤال عن اجتهاده وتسليط الضوء على نقاط معينة لم يضوّي أحد عليها؟ قال سماحة الشيخ توفيق: "نعم  مثال على ذلك. يقولون إن المشتركات لاتعطي ميزة للإنسان وأما الذي يعطي ميزة للإنسان هي الخصوصيات لاالمشتركات. والأمة الإسلامية مجتمعة هي أمة على القرآن المجيد، وهي منكبة على الإهتمام به علماً وعملاً وتلاوةً وتدبراً وإنفاقاً وتعظيماً واحتراماً ونشراً، إذاً أين تكمن المشكلة؟ لماذا تعيش أمة القرآن المجيد حياة التشتت والضياع وانعدام الثقة والتبعية للأعداء والفقر والعوز والأمية والجهل والأنانيات والحروب؟ 

وأكد سماحة الشيخ "توفيق علوية" في الجواب عن سؤاله أن عدم العمل بالوصية النبوية التي صرحت وأكدت وشددت على عدم الفصل بين القرآن المجيد وأهل البيت عليهم السلام. فكان لابد من الإهتمام بالثقلين أي القرآن المجيد وأهل البيت(عليهم السلام) معاً لتعيش الأمة الإنتاجية والعطاء والأخذ بكل أسباب الحضارة والرقي، من هنا كان التركيز على الإهتمام بالقرآن المجيد وأهل البيت(عليهم السلام) معاً، وقد عملنا في هذا الانجاه.

كما أن هناك مشكلة أخرى وهي أن فئة من المسلمين تهتم بظاهر القرآن المجيد إلا أنها لاتسلك تعاليمه عملياً، وفي المقابل هناك فئة أخرى من المسلمين يهتمون بمضامين القرآن المجيد والعمل به إلا أنهم تركوا الإهتمام بالظاهر أعني الحفظ والتلاوة وإقامة مجالس التلاوة.

وأضاف سماحته أن  هذه المشكلة انحسرت مؤخراً جراء التدارك السليم، من هنا عملنا على الإهتمام بظاهر القرآن المجيد أي بتلاوته وإقامة مجالسه وإنشاء التجمعات القرآنية والسهرات القرآنية والندوات وغيرها، وكل هذا جنباً الى جنب مع الإهتمام المركزي بجوهرية القرآن المجيد ومضامينه، ونحن بهذا نعمل الإهتمام بظاهر القرآن ومضمونه.

 وعن نصيحة سماحة الشيخ" توفيق  علوية" لطلاب العلوم القرآنية في مجال التفسير؟ أجاب: "في مجال التفسير يلزم الإهتمام جيداً وقبل أي شيء بمراجعة المعاجم والقواميس اللغوية والوقوف على الجذر اللغوي للكلمة، فإن الجذر اللغوي للكلمة هو مفتاح فهمها، هذا أولاً، وثانياً يلزم الوقوف على ما ورد عن أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام)، وثالثاً يلزم ان يكون الفهم عرفياً وعقلانياً لا فلسفياً عقلياً، يعني يلزم عدم جعل الآية القرآنية مسوّقة للمسبقات والإسقاطات الفلسفية التي تأخذ الفرد من فهم مراد الله المتعال وتجعله اسيراً لفهم الفلاسفة والعقول التي والعياذ بالله ربما تكون فاسدة فتلوث الفهم الصحيح، وأما عن التفاسير التي يلزم دراستها ومطالعتها، فإن كل التفاسير ينبغي أن تكون محلاً للبحث إلا أن تبني التفسير يلزم ان يكون بحسب مدرسة اهل البيت(عليهم السلام)، لان القرآن المجيد معصوم والذي يؤدي مراده الجدّي هو المعصوم بلا أي شك ولا ريب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

captcha