وقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ".
إن النبی(ص) ترك فينا القرآن الكريم وأهل البيت(ع) فهما لايفترقان أبداً وآل البيت(ع) هم المفسرون الحقيقيون للقرآن الكريم.
الإمام محمد الجواد عليه السلام (811 إلى 835 م) هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر، المعروف بـالجواد أو جواد الأئمة، تاسع أئمة أهل البيت عند الشيعة الإثني عشرية، وأصبح اماماً للمسلمين في سن مبكرة وعندما كان في السابعة من عمره وبعد 17 عاماً من الإمامة، والتي كانت مقيدة بشدة من قبل الحكومة في ذلك الوقت، أستشهد أخيراً في 30 ذي القعدة من عام 2022 للهجرة.
واشتهر الإمام الجواد (عليه السلام) بكثرة عطائه، وإحسانه إلى الناس، كما أن مناظراته العلمية مع علماء المذاهب الإسلامية ومناقشاته حول المسائل الفقهية بما فيها أحكام الحج تعدّ من ثمار حياته التي تم ذكرها في الكتب التاريخية.
وأثار تولى الامام الجواد(ع) منصب امامة المسلمين في سن مبكرة شكوكاً لدى البعض أنه كيف يمكن أن يتحمل هذا الصبي هذه المسؤولية الحساسة والمهمة حيث ردّ الإمام الجواد(ع) على هذه الشكوك مستشهداً بالأدلة والشواهد القرآنية المحكمة.
وقال الإمام جواد (عليه السلام) وهو في السابعة من عمره لأحد أصحابه باسم "علي بن أسباط" أنه إذا منح الله سبحانه وتعالى مقام النبوة الى صبي عمره خمس سنوات فكيف لا يمكن أن يمنح مقام الامامة الى الصبي؟ كما جاء في الآية الـ12 من سورة "مريم" المباركة "يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا".
إن النبوة والإمامة كلاهما من المناصب الإلهية التي يمنحهما الله سبحانه وتعالى كل من يشاء.
كما ردّ الإمام الجواد(ع) على هذه الشبهة مرة أخرى مستشهداً بآية من القرآن حيث قال له أحد أصحابه باسم"عليُّ بْنُ حَسَّانَ": "يَا سَيِّدِي إِنَّ اَلنَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدَاثَةَ سِنِّكَ" فَقَالَ الامام الجواد(ع): "وَ مَا يُنْكِرُونَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ(ص) "قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي َوَاَللَّهِ مَا تَبِعَهُ إِلاَّ عَلِيٌّ(ع) وَ لَهُ تِسْعُ سِنِينَ وَأَنَا اِبْنُ تِسْعِ سِنِينَ".
جدير بالذكر أن امامة الامام الجواد(ع) استمرت 17 عاماً واستشهد في بغداد، وله 25 سنة على يد المعتصم العباسي؛ وعليه كان أقل أئمة أهل البيت (ع) سِنّاً حينما استشهد، ودفن في حرم الكاظمية إلى جوار قبر جدّه موسى بن جعفر (ع).
مقتطفات من کلمة الأكاديمية الايرانية "زهرة أخوان مقدم"