ایکنا

IQNA

ناشط قرآني لبناني لـ"إکنا":

الإخلاص بالعمل يرفع قدر الانسان عند الله وعند الناس

10:40 - June 27, 2022
رمز الخبر: 3486600
بيروت ـ إكنا: أكد الناشط القرآني اللبناني ومدير جمعية القرآن للتوجيه والارشاد في منطقة بيروت أن الإخلاص بالعمل يرفع قدر الانسان عند الله وعند الناس، مصرحاً القران هو مصدر الحياة والدنيا تأتي صاغرة عندما نخلص له.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً  مع مدير جمعية القرآن للتوجيه والارشاد في منطقة بيروت "الحاج الاستاذ أحمد حسين محمدي".

وبدأ الأستاذ "أحمد" حديثه بالتعريف عن الجمعية، قائلاً: "منطقة بيروت تبدأ من بعد منطقة  "عاليه" حتى منطقة "جون" قبل منطقة "صيدا" بأمتار وتشمل مساحة كبيرة من لبنان، والنشاطات متعددة في هذه المنطقة، وجمعية القرآن الكريم لها في منطقة بيروت برنامج سنوي يشمل دورات في أحكام التجويد، والصوت والنغم، والتفسير، ودورات إعداد مدرّس، ودورات في العلوم القرآنية، ودورات في المنهج التفسيري، ودورات في مسائل الجهاد، ودورات في الولاية في القرآن الكريم".

وأضاف أن كل هذه الدورات المتنوعة هي موضع دراسة في منطقتنا والحمد الله  البرنامج السنوي في العام الماضي وفي هذا العام متواصل والاقبال على الدراسة لم يخف حتى أثناء كورونا، نعم  الوباء حدّ من النشاط الحضوري لكن مع  وجود "أون لاين" لم تفتر ولم تقل عما كانت عليه. والأن نحن بدأنا العمل حضورياً والدراسة عن بعد، بسبب ظروف الناس الاقتصادية وكيفية التنقل نحن نحاول التوفيق فيما بينهم.
  
وتابع تعريفه عن الجمعية وما أنجزته هذا العام بقوله: "نحن الآن  ومنذ ثلاثة أشهر إلى وقتنا هذا أنجزنا 7 دورات والعمل مستمر في الدورات التي ذكرتها وقد اخذت مجراها بشكل جيد".

وعن مراكز الجمعية، قال الحاج أحمد حسين محمدي إن هناك 3 مراكز "النويري" و"بئر العبد" و"خلدة" لكن في خلدة أقفل المركز بسبب بعض الظروف السياسية، وكان عندنا في منطقة "كيفون" وأقفل أيضاً لعدم  الأقبال لانها بلدة  استطياف، أما الأماكن التي تجرى فيها   الدورات  فتكون  إما في المجمعات  أوالحسينات أو الجوامع.  

وفي معرض رده على سؤال حول الصعوبات التي تواجه جمعية القرآن للتوجيه والارشاد في منطقة بيروت؟ أجاب: "لاتوجد صعوبات في الوقت الحاضر، الجمعية تقوم بدورها على أكمل وجه لكن التواصل قلّ بسبب الوضع الاقتصادي فوسائل النقل تشكل عائقاً للوصول الى الدرس حيث الطلاب في بعض المناطق لايحتاجون وسائل النقل ولكن البعض الآخر يحتاج، لذلك قمنا بدراسة "أون لاين" بعض الأيام لتخفيف من الضغط على المتعلم والمدرّس، ونستطيع القول إن المستوى التعليمي جيد".

وأوضح أنه على سبيل المثال "الدورة التخصصية للتجويد" كلها حضورية رغم كلفتها الباهظة لكن نقوم بها وأنا أشارك فيها بصفتي مدرّس وعندنا بحدود 24 طالباً والحضور ممتاز جداً وكلهم شباب يتواجدون يومياً من أول شهر يونيو دون "أون لاين" لأن هذه الدورة أستاذية أي دورة للأساتذة لذلك حرصنا على أن تقام حضورياً أما باقي الدورات الابتدائية والمتوسطة نصفها حضوري ونصفها عن بُعد. 

وعن مشاركة الجمعية في المسابقات الدولية للقرآن الكريم، قال مدير جمعية القرآن في منطقة بيروت: "العام الماضي رشحت الجمعية  عدداً من الحفاظ والقراء وفازت عندنا الحافظة القديرة للقرآن كاملاً "فاطمة يونس" على 71 دولة وكانت الأولى والثانية من دولة  إيران والثالثة من دولة العراق، مع العلم أن علامة المسابقة  تشمل علامة الحفظ وعلامة التجويد، وعلامة النغم".

وأيضاً في المسابقات القرآنية الدولية للجمهورية الإسلامية الايرانية رجحت الجمعية في منطقة بيروت الحافظ دون  عمر 18 سنة  "محمد علي حسن زهور"، والحافظة "زهراء قاروط" وصلا فيها الى المرحلة نصف النهائية وحازا على علامة 80 من 100 وهذه أول مرة تصل جمعية القرآن في بيروت الى هذه المراتب وفي هذه الاعمار دون 18 وهذا فخر للجمعية. 

وأضاف: "هذه السنة اشترك من عندنا أيضاً 6 حفاظ في الأمسيات القرآنية قاموا مكان الحفاظ الإيرانيين الذين كانوا يأتون الينا لإقامة الأمسيات وهم "فاطمة يونس"، و"محمد علي زهور"، و"زهراء قاروط"، و"مريان مصطفى"، و"غدير كركي"، و"فاطمة الشيخ علي" وعمرها 11 سنة كانت حافظة لكامل القرآن الكريم وشاركت بعدة أمسيات بين 11 و15 أمسية وهذه أول مرة تحصل في لبنان حيث حفاظ لبنانيون يشاركون في الامسيات القرآنية عن ظهر قلب وحفظ مميز جداً مع عشر صفحات قبل وعشر صفحات بعد، ويذكر رقم الاية والسورة ورقم الصفحة.

وتابع حديثه بالتذكير عن بدء مشروع الحفظ بقوله منذ عام 2004م حتى 2022 م  وبعد 18 سنة حصلنا على ثمرة حقيقة وثمرة الحمد الله موفقة مشاركة في المسابقات الدولية للقرآن الكريم في إيران شيء له أهمية كبيرة لأن المسابقات التي تجري في إیران هي من أعظم وأوسع وأكبر المسابقات لانها تجري على مساحة 74 دولة.

وأشار إلى أن قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي (حفظه الله) له الأثر الأكبر في ذلك  وهو رأس الدولة حیث أنه رجل قرآني يعرف كيف يعمل منذ أن تسلّم مهامه بدأ بمشروع المسابقات السنوية  على مستوى العالم والحمد الله نحن الأن في لبنان بشكل عام دولة متقدمة بالمشاركات لا تخلو سنة إلا ونشارك فيها (حكّام وأساتذة أخوة واخوات وحفاظ وقراء) عندنا فائزون منهم القارئ الأخ" عباس شري" حصل على المرتبة الثانية في المسابقات وقبلها كذلك الشيخ "علي صالح "وقبلها الأخ "حمدان" في التسعينيات وهذا من آثار الثورة الإسلامية الايرانية.

وعن تعامل جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد في منطقة بيروت مع الدول العربية، قال: "كان هناك توافد من دول البحرين والحجاز والعراق لكن الأكثر تعامل معنا هي دولة  العراق كنا نرسل طلاب حفاظ  ينالون إجازت في الحفظ ويشاركون في دورات التدريس وأساليب وقواعد الحفظ وأيضاً يشاركون في المسابقات  التي تحصل في العراق. ومازلنا نجدد هذه العلاقات ولدينا  الان دورة (صوت ونغم) تدرّس فيها مدرّسة عراقية الأستاذة "إنتصار فاضل" من العتبة الحسينية وهي محكّمة دولية وأستاذة في الحفظ والصوت والنغم  وأستاذة في التجويد وهذا يدل على مشاركة جيدة ومتواضعة بين الدولتين أما بالنسبة لدولة مصر هناك مشاركة على مستوى الأمسيات وفي ذكرى ولادة النبي (ص)  نستضيف قراء مصريين ونستفاد من تلاوتهم استفادة جيدة، أما بالنسبة للتعاون مع الدول الباقية لاتشاركنا السعودية في المسابقات ونتمنى منها المشاركة لان قرآننا واحد ونسأل الله أن يجمعنا للخير، لأن القرآن يجمع لا يفرق ونأمل ان نكون كذلك.

 وعن دعم الجمعية من الجمهورية الإسلامية الايرانية، أجاب:  "أذكر من 25 سنة كان سماحة المدير العام لا يقبل دعم أو تبرعات للجمعية لأن  إیران كانت كافية بدعمها لكن حين ساءت الظروف على الجمهورية الاسلامیة الايرانية بدأت تخف لكن سبحان الله القرآن الكريم كلام الله، والله هو الذي يمدنا بالعون والجهد والمال على مستوى المنطقة لاينقصنا شيء وأنا على يقين كل فلس أصرفه على القرآن يرد عليّ آلاف ونحن الأن لا نحتاج شيئاً أبداً بوجود سماحة الشيخ "علي  عارف" هو رجل داعم،  وانا في بعض الأمور أصرف من جيبي ولا أخبر أحد لأنني على يقين الفلس سيرتد عليّ آلاف". 

وأشار إلى موقعيته السابقة محدثاً: "كنت مدير التعليم المركزي قبل 25 سنة بعدها بـ6 سنوات أصبحت مدير دائرة الدراسات والتأليف والأنترنت و2008 استلمت منطقة بيروت، الى حد الأن لَمْ‭ ‬يَنْقُصْ‭ ‬شيءٌ من إمكانياتنا أدفع 100 دولار يأتيني 1000 دولار عوضاً عنها نحن غير محتاجون والحمد الله.

وفي ختام حديثه وجّه نصيحة لطلابه والاستاذة بقوله: "نصيحتي الأخيرة للطلاب والطالبات وللمدرسات والأساتذة، أنا أستاذ في الجامعة منذ 20 سنة والذي أؤكد  عليه من يرفع قدر الانسان عند الله وعند الناس هو الإخلاص بالعمل بقدر ما يخلص الانسان في عمله ويتعب نفسه ويشعر بالتعب من أجل القرآن بقدر ما يمده الله بالعون والقوة وبكل ما هو خير لذلك".

وأضاف أن القرآن الکریم هو مصدر الحياة والدنيا تأتي صاغرة عندما نخلص له، والكلام ليس مني بل من علماؤنا جواهر البلاغة.

وأشار الى أن هناك كلمة رائعة للامام الخميني(رض) عندما زاره تجار سوق طهران عام  1981 م قال لهم الامام  "تعلمون أن العالم الفقيه "الشيخ محمد حسن الجواهري"  كان عالماً ومرجعاً فقيهاً الّف كتاباً لا زال هذا الكتاب موجوداً ويقرأه كل طالب علم وهو بحدود 40 مجلداً يقول الإمام لو توافر 100 عالم ليؤلفوا مثل هذا التأليف ما استطاعوا لأن هذا الرجل سكنه كان في النجف الأشرف وفي الحر الشديد ألّف كتابه وكان إذا أراد ان يشعر بالهواء وفتح شباكه أتاه سموم حارة. في هذه الأجواء كتب هذا الرجل كتابه، ثم يعود  بخاطبه للتجار انتم تأتون بالمال والمال فاني لكن علم هذا العالم باقي اثر الاخلاص في تأليفه".

 تابع بقوله: "هذا الرجل  عندما قربت وفاته تجمع العلماء حوله تصفّح "الجواهري" الوجوه حوله وطلب  الشيخ "مرتضى الانصاري" مسك بيده  ووضعها  على صدره وقال مرجعكم من بعدي الشيخ "الانصاري"  هذا الإخلاص يبقى حي الى يوم القيامة".

captcha