السیاحة الحلال في إندونیسیا ودورها في الإقتصاد العالمي
وإن تفشي فیروس کورونا أضرّ بالإقتصاد العالمي وألحق الضرر بالإقتصاد الجزئي کما ألحقه بالإقتصاد الصناعي العام للدول خصوصاً تلك القطاعات التي بحاجة إلی تواصل مباشر بین البائع والآخرین.
ومن أبرز القطاعات المتأثرة بالجائحة هي قطاع السیاحة الحلال حیث تأثرت الکثیر من الدول المستقبلة للسیاح بهذه الجائحة بعد توقف الرحلات وحظر التنقل بین الدول.
إن جمهورية إندونيسيا باعتبارها الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم تعدّ من مقاصد السیاحة الحلال في جنوب شرق أسیا وتستند الدولة إلی إیراداتها من هذا القطاع وبحسب "جاکرتا بوست" کانت إندونیسیا العام 2017 في المرکز الـ 20 في مجال السیاحة العالمیة وفي المرکز الأول بین دول شرق أسیا.
وبحسب الإحصائیات الرسمیة زار 9،73 ملیون سائح أجنبي إندونیسیا في 2015 وکان معدل إقامة کل زائر 7 لیالي في فنادق الدولة حیث أنفق متوسط 1114 دولاراً أمریکیاً.
وکان أکبر عدد السیاح یدخل إلی إندونیسیا من مالیزیا والصین وأسترالیا والیابان وسنغافورة.
وبعد تفشي الجائحة تغیرت المعادلة تماماً حیث ترکت الجائحة أثراً کبیراً علی السیاحة الاندونيسية وشهدت الدولة تراجع 75 بالمئة في سیاحتها في عام 2020 للميلاد.
وسارعت الحکومة الاندونیسیة إلی إستیراد اللقاح وتطعیم المواطنین في إطار إعادة حرکة عجلتها الإقتصادیة کما إنها قامت بإطلاق مشاریع لدعم قطاع السیاحة منها دعم السیاح بتقدیم بعض الخدمات المجانیة.
وفي إطار دعم السیاحة وإعادة حرکة عجلة السیاحة بادرت الحکومة بتحدید ثلاث مناطق في جزیرة "بالي" وإعلانها مناطق خضراء حیث کل من فیها قد أخذ اللقاح وقامت وزارة السياحة والاقتصاد الإبداعي في إندونيسيا بإبرام إتفاقیات جدیدة مع کل من الصین وسنغافورة وهولندا والإمارات العربیة المتحدة وقطر للسماح للسیاح بدخول إندونیسیا إبتداء من یولیو الجاري.
وتظهر هذه الخطط أن الحكومة الإندونيسية لن تسمح بسهولة بضياع هذا السوق المتنامي، نظراً لقيمة السياحة وخاصة الاستثمار الكبير في السياحة الحلال، والدعم الممتاز الذي قدمته الحكومة الإندونيسية للأعمال المتعلقة بالسياحة الحلال أعطى فرصة للبلاد للعودة إلى الحياة الطبيعية في مجال السياحة وتحسين اقتصاد السياحة مرة أخرى.
